المليشيات الكردية وتجارة المخدرات، مكافحة أمام الكاميرات، واستحواذ وسيطرة خلف الستار منبج
- alshyouk
- May 3, 2017
- 3 min read
دأبت المكاتب الإعلامية التابعة لـ"قوات الآساييش" وباقي مكونات "الإدارة الذاتية" التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" على إعلان القبض على تجار "الحشيش والمخدرات"، أو إتلاف كميات من "نبتة الحشيش"، والإيحاء بأنها حريصة على إنهاء ظاهرة الإتجار بالحشيش والمواد المخدرة في مناطق سيطرة مسلحي "وحدات حماية الشعب YPG" وباقي التنظيمات المسلحة التابعة لها، إلا أن التقصي خلف بعض القضايا المتعلقة بتجارة "الحشيش" في تلك المناطق، أثبت أن الواقع مختلف تماماً، وأن "الإدارة الذاتية" تسعى إلى الاستحواذ على تجارة "الحشيش" وتنظيم تجارتها. الوكيل الحصري لتوزيع الحشيش والمخدرات مراسل NSO في منبج بريف حلب الشرقي التقى بأحد موردي "الحبوب المخدرة" شمالي سوريا ويعرف باسم "الدبش"، وقد ألقت قوات "الآساييش" القبض عليه مدة عشرين يوم في منبج، وتعرض للتعذيب في سجون "الإدارة الذاتية" بعد أن رفض عرضهم بأن يعتمدهم كمصدر وحيد لـ"حبوب الكبتاكون المخدرة" ونبتة "الحشيش". وبحسب "الدبش" فإن العرض يفرض عليه أن يعتمد بعض الشخصيات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" كمورد وحيد لـ"حبوب الكبتاكون ونبتة الحشيش" التي يأتون بها من عين العرب بأسعار رخيصة، أو من بين المواد التي يصادرونها من وقت إلى آخر، وأن يعيد بيع تلك المواد بأسعار تحددها له تلك الشخصيات، هذا العرض تم طرحه أيضاً على بعض تجار "الدخان" الذين لم يكونوا في الأصل يعملون في تجارة "الحبوب والحشيش"، وكان عقاب من يرفض هذا العرض من تجار "الدخان" التضييق على تجارته المرتبطة أصلاً بشخصيات من "الإدارة الذاتية" واختلاق تهم ضده لزجه في السجن. وتابع "الدبش": رفضت عرضهم لأنهم من الممكن أن يغدروا بي في أي لحظة ويزجوني في السجن، فاتهموني بالتعامل مع "الجيش الحر" وتزويده بمعلومات عن "قسد" و "وحدات حماية الشعب YPG"، مستغلين تواجد بعض الشبان من أقاربي في صفوف الجيش الحر، لكنهم أطلقوا سراحي بعد أن عجزوا عن إثبات تهمتي، وهم في الأساس لم يضبطوا بحوزتي أية مواد مخدرة أو ممنوعات قد تعطيهم ذريعة أخرى للاستمرار في اعتقالي، وبعد أن خرجت من السجن، تركت منبج متوجهاً إلى اعزاز هرباً منهم. المتعاطون يتلقون العقاب، والموزعون يعقدون الصفقات مع "الآساييش" يقوم مندوبي "الآساييش" لتوزيع "الحبوب والحشيش" بإبرام صفقاتهم واتفاقاتهم أغلب الأحيان داخل السجن مع الموزعين الذين يقبضون عليهم، ليتم إطلاق سراحهم بعد الاتفاق، في حين يُسجن المتهم بالتعاطي فقط عدة أشهر في بعض الأحيان، ويرى أمامه كيف يتم إطلاق سراح من باعته المادة المخدرة بعد يومين أو ثلاثة من احتجازه. الشاب "بسام محمد" أمضى شهراً ونصف في سجون الإدارة الذاتية بعد أن تم ضبطه وهو يدخن "سيجارة حشيش"، يقول لـ NSO: أمضيت في السجن نحو 45 يوماً بسبب تعاطي مادة الحشيش، وخلال فترة سجني كان يدخل السجن بعض موزعي الحشيش والحبوب المخدرة الذين أعرفهم، ويخرجون بعد بضعة أيام، والتقيت في السجن بالشخص الذي كان يزودني بالحشيش، وقد تم احتجازه بعد أن ضبطت معه ألفا حبة كبتاكون وكيلو غرام من مادة الحشيش، لكنه أمضى يومين فقط في السجن، ثم تم إطلاق سراحه. وتابع الشاب "محمد": بعد أن خرجت سألت الشاب عن سبب إطلاق سراحه رغم أن كمية المواد التي ضبطت بحوزته كانت كبيرة، فأجابني ساخراً بأن المحقق كان مظلوماً، وشرح لي أن المحقق في "الآساييش" هو الذي يزوده بالمواد المخدرة والحشيش من بين المواد التي يصادرها عناصر القسم، ليقوم بدوره ببيعها واقتسام ثمنها مع المحقق. عناصر الآساييش يجهلون مصير المخدرات المصادرة ونقل مراسل NSO عن أحد عناصر المداهمة في "الآساييش" أنهم قد ضبطوا أكثر من 20 ألف حبة و7 كيلوات من الحشيش فقط خلال شهر نيسان من العام الجاري، وذلك بعد بلاغات تأتيهم من مخبرين تابعين لهم، وأكد العنصر أن أغلب من تم ضبطه بتعاطي الحبوب فقط كان يتم الافراج عنهم سريعاً، أما متعاطي الحشيش وتجاره كانوا يسجنون فترات أطول لأنه آفه ضارة وتفتك بالمجتمع على حد وصفه.

وقال العناصر إن المواد المخدرة التي تتم مصادرتها، يتم تسليمها إلى قسم الجريمة، التي تقوم بدورها برفع كتاب يتضمن معلومات عن النوع والكمية إلى قسم التحقيق، وبعد ذلك لا نعلم ماسيكون مصير تلك المواد، ومن يقوم بإتلافها أو حرقها، أو متى يتم ذلك، حيث لا ضوابط لهذا الأمر. وشهدت مدينة منبج انتشاراً لتجارة الحشيش والمواد المخدرة منذ سيطرة "وحدات حماية الشعب YPG" عليها منتصف العام الفائت، وهو الأمر الذي تسعى "الإدارة الذاتية" إلى ضبطه والسيطرة عليه، وتجييره لمصلحتها غاضةً الطرف عن الآثار التي قد تتركها هذه الظاهرة في المجتمع.
Comments